كيف تجلب السعادة لنفسك ؟
الجميل كأسمه، والمعروف كرسمه، والخير كطعمه..
أول المستفيدين من إسعاد الناس هم المتفضلون بهذا الإسعاد، يجنون ثمرته عاجلاً في نفوسهم، وأخلاقهم، وضمائرهم، فيجدون الانشراح، والانبساط، والسكينة.
فإذا طاف بك طائف من همّ، أو ألمَّ بك غمّ فامنح غيرك معروفاً، وأسد له جميلاً، تجد الفرج والراحة، أعط محروماً، أنصر مظلوماً، أنقذ مكروباً، أطعم جائعاً، عد مريضاً،
أعن منكوباً، تجد السعادة تغمرك من بين يديك، ومن خلفك.
إن توزيع البسمات المشرقة على فقراء الأخلاق صدقة جارية في عالم القيم "ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق"، وإن عبوس الوجه إعلان حرب ضروس على الآخرين لا يعلم قيامها
إلا علاّم الغيوب. شربة ماء من كف بغي لكلب عقور أثمرت دخول جنة عرضها السماوات والأرض، لأن صاحب الثواب غفور شكور، يحب الجميل، غني حميد.
إن فعل الخير كالمسك ينفع حامله وبائعه ومشتريه، وعوائد الخير النفسية مباركة تصرف في صيدلية الذين عُمِّرت قلوبهم بالبر والإحسان.
فيا من يتقلبون في كوابيس الشقاء والفزع والخوف هلموا إلى بستان المعروف، وتشاغلوا في توصيل الخير للغير، عطاء وضيافة، ومواساة، وإعانة، وخدمة، وستجدون السعادة طعماً،
ولوناً وذوقاً
مما قرأت